السيد عبدالحكيم بلحاج.. هل نعتذر لك أم تعتذر لنا؟

0

الكاتب / د. مصطفى الفيتوري

البعض حذرني من الكتابة فالرجل “أيده طايلة وأدر” على رأي أخوتنا في مصر ولكنني عندما قرأت ما قاله لم أجد سبب للسكوت. بلحاج الآن شخصية عامة ولهذا يحق لي ان أتحدث عنه خاصة أنني باحث وكاتب بالأساس وتهمني الحقيقة.
@ هل أخاطبك كشيخ دين ام كسياسي طموح ام كرجل أعمال ناجح ام كناكث للعهد…بعض من تلك الصفات ينطبق عليك ولو جزئيا. أعود مرة اخرى لموضوع تعويضك وما نلت من أعتذار من حكومة صاحبة الجلالة…توقفت عند ما صدرك عنك لصحيفة الغارديان أثر تسلمك للأعتذار من السفير الأنجليزي في تركيا وتوقفت ايضا عند ما نٌقل عنك في وسائل اعلام أخرى (كل النصوص التي اقتبست منها أنجليزية):
@ للغارديان قلت “…أستجابة النواب [في مجلس العموم لموضوع الأعتذار] كان كالبسلم” وقلت أيضا “…كنت مصرا على الأعتذار ولم أطلب أبدا تعويضا ماليا لأنني لا أريد أن أرهق كاهل دافعي الضرائب [مواطني جلالتها]” وأضفت في مؤتمرك الصحفي قولك “أعبر عن امتناني لهذة الخطوة الشجاعة من قبل رئيسة الوزراء مييّ!”:
@ هذا الكلام لا يصدر الا عن عقل متزن ولهذا فأنا أفترض، انني اخاطب عقلك المتزن وانا لا سابق معرفة لي بك، بناءا علي ما ورد عنك أقول:
في “البلسم” كدواء:
الا ترى أن الليبيين يحتاجون الي براءة دمة “بلسم” منك حول مجموعة من القضايا التي ماتزال ملتبسة عليهم ويٌشاع ان لك بها علاقة/ مثلا: قيل لنا أنك اول من دخل باب العزيزية في ذلك الصباح الحزين من اغسطس عام 11. أنا ايضا دخلت “الباب” يومها بعد أن مشيت مشيا قرابة 8 كلم وأنا صائم: أنت دخلت فاتحا منتصرا مزهوا تمتطي جواد الوهم وانا دخلته منكسرا حزينا ــ لا على صرح هوى ــ ولكن لأنني كنت أرى الأفق وقد غشاه الوهم وبت أنتظر غيثه الذي بدأت أشابيبه تمطر بؤسا وتعاسة وتردي مع كل صبح: سؤالي لك:كم عدد القطريين الذين كانوا معك؟ بقربك؟ رأيتهم؟ وماذ جاءوا يفعلون؟ لا تقل أنك لا تعرف! انا لا أعرف ولكنك حتما تعرف أكثر مني فأنت كنت في صفهم وأتيت بـ”الجزيرة” او هي أتت بك! ما الذي أخدوه من “الباب”؟ هذه أحد أكبر الألغاز التي أملك لها حلا ــ كغيري ــ ولكن حلك أفضل كونك أنت من انت. لماذا واليتهم؟ لا تنكر أنك فعلت فأنا أعرف وأنت أدرى مني بأنك فعلت! هل لقطر حجة علينا فوجب ولائها؟ هل لك أن توضح بعض من علاقة قطر بما جرى خارج أطار التأمر الطبيعي؟ لماذا قطر؟
القطريون كانو ايضا في غرفة العمليات التي أسسوها في معيتيقة في شهر 9 من عام 11 وكانت سرية جدا: هل زرتها؟ ماذا كان يحدث فيها؟
قلت أيضا”… لا أريد أن أرهق كاهل دافعي الضرائب [مواطني جلالتها]” لك أن تكون رحيما بمواطني جلالتها فانت الفائز في المحاكم ولكن: نحن “الدين جئت تحررهم” دابرنا أنقطع ودون أرهاق تدريجي بل في ضربة واحدة وجدنا أنفسنا في ماراثون يقطع الأنفاس و”الدوابر” معا من المصارف الي الأمن الي البنزين الي التأشيرات الي…قوتنا اليومي: أليس لك ما تقوله عنا وعن دوابرنا المقطوعة؟ كيف تريد ان تسوسنا اذا؟ أليس لديك ما تقوله؟ ألا تعرف ما تقول؟ أنت بعيدا عن معيشة قطع الدابر وانا ايضا ولكن هذا لا يكفي فالوطن واحد لي ولك ولبقيتنا!
خالد الشريف: كان معك في الجماعة وأنت اميرها: هل كنت اميره حين أصبح سجانا في الهضبة؟ كنت دائما أعتقد انك لا علاقة لك به منذ عام 11 ولكن تأكيدك أقوى من أعتقادي؟
وانت أمير الجماعة أيضا: أغتال “المجاهدين” من أعضائها مساكين من الشرطة والأمن في بنغازي: متى تكشف لنا شئ من الحقيقة وأنت الحريص على الحق كما أظهرت تجربتك الأخيرة في لندن. أليس اخوتك الليبيين بحاجة لأعتذار منك؟ الا تراه واجبا حتى بدون تعويض: سنعتبرك مجاهدا يومها ضد “الطغيان” ولكن ألا يليق بك أن تقول شئيا هنا؟ ثم: لم يتبق أحد مما غزونا بمعونتك عام 11 ولم يعبر عن “أسفه” بشكل ما الا انت وقطر وبعض من أزلام الشيطان الذين أتونا من وراء البحار يحملون ضغينة علينا كلنا لأنهم يرونا كلنا “قدافي” فقط لأننا لم نهرب من البلد “وننضلّ” في الخارج مثلهم!
من هم أعضاء المجلس الإنتقالي؟ تصور نحن الي اليوم لا نعرف من هم؟ يا أخي نريد أن نكتب تاريخنا قبل أن ننسى؟ من هم؟ أهم 20 ام 50 ام 200؟ ستكون مصيبة لو انك لا تعرف!!

في الأرهاب وأنت:

في تصريحك بعد الأعتذار قلت أيضا:

“أن هذا الأعتذار رسالة صريحة بأن عبدالحكيم بلحاج لا علاقة له، وبأي شكل كان، بالإرهاب لا أيدلوجيا ولا ممارسة ولا دعما”
المعذرة: هذه مغالطة حسب فهمنا: ولهذا وجب تصحيحها: هل ما قيل عنك وعن الجماعة وكل تلك السنوات وأعتقالك وخطفك كان لوجه الله؟ هل تنفي اي علاقة لك وفق ما حددت ” لا أيدلوجيا ولا ممارسة ولا دعما”؟ أترنا ما عرفناه من “الأجانب” قبل أمن ليبيا عنك كله كذب؟ هل ما قيل عنك كله خطأ؟ لعل هنالك بلحاج أخر وأنت مجرد خطأ من قبل رجال أمن أغبياء؟ هل تريد أن تقول ان ما جرى في التسعينات في “برقة” وفي أفغانستان لا علاقة له بالإرهاب؟ ما هو يا شيخ؟ رفاقك قالوا أنك كنت معهم: ألن تقاضي أحدا منهم؟ كنت من ضمن “المراجعين” فلماذا راجعت اذا؟ هل تجشم النظام السابق “وهو طاغي” كل المتاعب وحشم روحه مع الأنجليز ليأتوا بك فقط هكذا؟ لماذا لم يطلبني أنا أو جاري المواطن مخلوف فقد كان كلانا ملتحي!! كنت في اليونان وكان بأمكان اي أحد أن يأتي بي في كيس صغير وانا خفيف الوزن جدا!!
وفي ذات السياق: الشائع أنكم “الجماعة” جندتم أفرادا لطريقة الراحل “بن لادن” الصوفية وساعدهم أتباع الطريقة على الوصول الي أفغانستان: كم عددهم؟ هل عادوا كلهم؟ هل قٌتلوا؟ نحن اليوم نعاني منهم ومن غيرهم ومن المفيد أن تخبرنا لتساعدنا وتساعد نفسك من أجل بلدك وأهلك الدين لا يقدرون على العيش في تركيا وقدرهم أن يكونوا هنا!

في الدرس المستفاد والقدوة:

@ مما قلته ايضا “اتمنى ان تفتح هذه الخطوة الشجاعة ــ التي أتخدتها حكومة المملكة المتحدةــ صفحة جديدة وأن تصبح مثالا يٌحتدى…”
لماذا لا تأخدها أنت مثالا يٌحتدى أولا وتجيب عن بعض أسئلتنا هذه؟ ألست مع القدوة الحسنة فكن أنت قدوة حسنة لنا!

@ قلت الكثير ولكنني أكتفي بهذا هذه المرة.

قبل أن أختم: نحن على أبواب رمضان فهل نتبع فتوى المفتي الذي أعتبرنا كلاب لأننا لم نشكر قطر ام لا؟

أمرك وأمر الأنجليز محيّر والله ولكن هل يجب ان تعتذر لنا أو تراه واجبنا أن نعتذر نحن منك؟

أنا شخصيا مستعد للإعتذار ان كانت أجاباتك على ما ورد مقنعة!

لولا أنك من انت لما كتبت حرفا حول الأمر. أضف الي ذلك أنا رجل مهتم بالحقيقة وأعتقد أنك تملك بعضها.

اترك تعليقا