إعلان “مجاهدي درنة” تغيير اسمه تكتيك مكشوف .. وتجربة بنغازي الدليل

0

اخبار ليبيا:

ظهر المسؤول الأول لمجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها “عطية سعيد الشاعري”، أمس الجمعة، ولأول مرة على وسائل الإعلام ليعلن تغيير اسم المجلس إلى “قوة حماية درنة”، لمواجهة خطط تقدم الجيش لتحرير المدينة، كنوع من التكتيك كي يعطي الأطراف التي تدعمه في الداخل والخارج مساحة من الحركة الإعلامية والضغط، وللمحاججة بأن التنظيم ليس إرهابيا، وبهدف التأليب على عمليات الجيش تحرير درنة من الإرهاب.

هروب للأمام
إعلان مسؤول شورى درنة الإرهابي اللجوء للتقية، ليس معزولا عما قاله آمر الكتيبة 102 في محور مرتوبة عقيد إدريس الجالي، من أن القوات المسلحة تتقدم نحو درنة من ثلاثة محاور، وأن الجيش على مشارفها، مشيرا إلى أن التركيز من وادي المقطع ووادي بوسن ومنطقة الأردام تحت سيطرة الجيش بالكامل، وكذلك معسكر الردع الهيشة سابقا.

تصريحات الجالي الإعلامية أفادت أن كتائب المحور الشرقي هي 102 – 101 – 206 كتيبة طبرق المقاتلة بالكامل وسرية الحماية، وفي المحور الجنوبي كتيبة العميد سالم رحيل والكتائب 212 و 151 و 106 وطارق بن زياد والمجموعة المساندة كذلك كتائب المحور الغربي، تضغط بقوة على الإرهابيين .
وأشار إلى أن تحركات ميليشيا «شهداء أبوسليم» تتم ليلا وتمركزاتهم غير ثابتة في سيدي القرباع الأول والثاني جنوب درنة وهنالك مناوشات وتبادل إطلاق للنار في الفترات المسائية.

وتابع آمر الكتيبة “عناصر المليشيات يتحركون في سيارات مدنية تحت المراقبة وهم في آخر معاقلهم ونحن لهم بالمرصاد وتحت تعليمات القيادة العامة ودرنة تقترب من موعد تحريرها”.

مأزق الشورى العسكري
اضطرار مسؤول شورى درنة للظهور والإدلاء بهذا البيان والكشف عن هويته كمسؤول أول للتنظيم ، وهو الذي لم يظهر لأي وسلة إعلامية منذ إعلان تأسيس مجلس شورى مجاهدي درنة في ديسمبر 2014 من قبل سالم دربي القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، هو بسبب ضغط الجيش، وللتخلص الشكلي من الاسم الذي يصنفه لدى الكثير من القوى والدول كتنظيم إرهابي.

وقال مسؤول شورى درنة ” أنه سيتم تشكيل ” قوة حماية درنة” بديلا عن مجلس شورى درنة لتجمع كل أبناء المدينة للعمل صفا واحدا”.
وبرر الشاعري هذا التغيير بأنه” كان لزاماً على مجلس شورى مجاهدي درنة اتخاذ هذه الخطوة لمواجهة تلك “القوة الغاشمة” في إشارة للجيش الليبي، والوقوف صفا واحد مع أبناء المدينة، لإكمال العمل تحت ميثاق مدينة درنة صفاً واحد مع جميع مكونات المدينة ومؤسساتها”، على حد قوله.
وعطية سعيد جبريل الشاعري (41 عاما) والمكنى بـ”أبومصعب” هو من سكان منطقة شيحة الغربية بدرنة وهو قيادي سابق في كتيبة شهداء أبوسليم المدعومة من الجماعة الليبية المقاتلة وتولى قيادة المجلس بعد مقتل مؤسسيه سالم دربي وناصر العكر على يد تنظيم داعش في 2015.

تغيير الأسماء تقليد إرهابي
ويفيد المراقبون لنشاط الجماعات الإرهابية أن تكتيك تغيير الأسماء لدي تلك الجماعات، هو تقليد ثابت، لجأ إليه تنظيم القاعدة الإرهابي، مثال ذلك أن “جبهة النصرة” المصنفة إرهابية لدى الأمم المتحدة بدلت تسميتها بمسمى “جبهة فتح الشام” وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون والمحللون تماشيا مع التوجيهات والإيحاءات والأوامر الغربية بغية التفلت من القرارات الدولية الواضحة والصارمة بالحرب على جماعات إرهابية بعينها إضافة إلى محاولة هذه الجماعة الارهابية وغيرها التهرب من تاريخها الطويل من الجرائم والمجازر التي ارتكبها بحق المواطنين.
ويذكرنا ذلك بما سبق أن قامت به جماعة أنصار الشريعة الإرهابية الليبية، التي تأسست عام 2013، بإعلان حل نفسها، وهو حل لم يتعدى الاسم فيما بقي جوهرها الإرهابي قائما. وكذلك بقرار حركة حماس فك ارتباطها بجماعة الإخوان.

وكان أسامة بن لادن قد نصح أتباعه من قبل بتغيير أسماء تنظيماتهم وهو أسلوب يعود أصله إلى جماعة الإخوان ـ الجذر الأساسي لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية.

وتغيير الأسماء هو تكتيك تتبعه الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مواجهة الاستهداف، كما فعلت جبهة النصرة في سوريا وللهروب من تبعات جرائمها.
فأنصار الشريعة بعد تصنيفها من قبل مجلس الأمن جماعة إرهابية، قامت بتشكيل تكتل جديد تحت مسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي”.
وتحالفت مع كتيبة راف الله السحاتي بقيادة إسماعيل الصلابي وبعض الميليشيات المتطرفة الأخرى. وأعلن عن تشكيل “مجلس شورى مجاهدي درنة” الذي تضمن أفراد هذه الجماعة، ولكن تحت مسمى جديد.

وفي مدينة أجدابيا، ظهر تنظيم أنصار الشريعة أيضا، لكنه وعلى خطى التنظيم في بنغازي ودرنة تحت مسمى”مجلس شورى ثوار أجدابيا”.
وبعد الهزائم المتتالية لأنصار الشريعة في بنغازي وأجدابيا، فر المسلحون إلى جنوب ليبيا واتخذوا من الجفرة مقرا لهم، وبعدها بأسابيع أعلنوا عن تكتل جديد اسمه “سرايا الدفاع عن بنغازي”.

ولأن التغيير هو بحث عن التقية ولا يتعلق بالمبادئ والقواعد الحاكمة لفكر وممارسات هذه الجماعة، حذر الحقوقي والباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي ناصر الهواري من أن الجماعات بمدينة درنة تستخدم الأطفال في خدمة مشروعها الإرهابي، ظهر ذلك في مقاطع فيديو مصورة، وبعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي يحملون الأسلحة، تم تدريبهم على مدار الأشهر والسنوات الماضية في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة في درنة.

وأوضح أن تلك المعسكرات تقام في الغابات والمزارع المحيطة بدرنة، وأن عمليات التدريب تمت على التصفية والاشتباك والعمليات الانتحارية أيضا. كما أوضح أنه تم تأهيلهم عقائديا، ليكونوا خلايا نائمة يمكنها الانتقام في المستقبل، والقيام بعمليات إرهابية خاصة أنهم يلقنون كره المؤسسات العسكرية والأمنية، ويورثوا الكره والحقد لكل مؤسسات الدولة ما ينمي بداخلهم عملية الكراهية وحب الانتقام من كل رجال الدولة والمجتمع.

إن تغير الاسم الذي أعلن عنه مسؤول مجلس شورى درنة الإرهابي عطية سعيد الشاعري ، هو خدعة لا يمكن أن تنطلي على أحد، بعد أن أكدتها تجربة التعامل مع هذه القوى سواء في ليبيا أو في سوريا ، وأينما وجدت ، ولكنا تعطي داعمي هذه القوى مساحة دعائية للتأليب على الجيش وممارسة التضليل خدمة لمصالحها الأيديولوجية والسياسية.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا