المهاجرون غير الشرعيين .. الخيارات الصعبة .. ومرارة الفشل

0

اخبار ليبيا:

رحلة حلم المهاجرين غير الشرعيين نحو المستقبل، تؤكد التجربة أنه هو مستقبل مجهول، لإنه إما أن ينتهي في مقبرة البحر، أو أن يتمكن من النجاة فيصل شواطئ إيطاليا، أو أن يجهض حلمه قارب متهالك فيلقي به إلى اليم ليعاد إلى مراكز الحجز في ليبيا ليعاد إلى بلاده عبر برنامج الإجلاء الإنساني .

إجلاء إنساني
برنامج الإجلاء الإنساني من ليبيا لهؤلاء اللاجئين الذي تقوم به مفوضية اللاجئين استأنف عمله بعد توقفه منذ أوائل (مارس) الماضي ، حيث جرى الخميس 10 ( مايو) إجلاء 132 لاجئًا وطالب لجوء من طرابلس ونقلتهم إلى عاصمة النيجر نيامي، مشيرة إلى أن هذه هي المجموعة الأولى من اللاجئين الذين يتم نقلهم جوًا من ليبيا منذ توقف برنامج الإجلاء الإنساني للمفوضية

وقال فينسنت كوشتيل المبعوث الخاص للمفوضية المعني بأوضاع اللاجئين الذين يستخدمون وسط البحر المتوسط للعبور إلى أوروبا إن اللاجئين المحتجزين في ليبيا يواجهون ظروفًا قاسية للغاية تهدد حياتهم، وبرنامج الإجلاء يهدف إلى إنقاذ الأفراد الضعفاء من مزيد من الضرر.

وأشار إلى تقديم حكومة النيجر مساحة إضافية لاستقبال حوالي 1500 لاجئ في مركز استقبال الطوارئ الذي تديره المفوضية في نيامي بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول لإعادة توطين هؤلاء اللاجئين في بلدان أخرى.

وأفاد التقرير بأن المفوضية- منذ نوفمبر الماضي بدعم من الاتحاد الأوروبي والسلطات الليبية- أجلت 1474 من لاجئ وطالب لجوء من المستضعفين بما في ذلك الأمهات والأسر والأطفال غير المصحوبين والمنفصلين.

وجددت المفوضية دعوتها إلى توفير أماكن إضافية لإعادة التوطين كحل آمن يحمي حياة اللاجئين وطالبي اللجوء الضعفاء في ليبيا، مشيرة إلى أن هذه المبادرات هي جزء من مجموعة من التدابير اللازمة لتقديم بدائل قابلة للتطبيق للرحلات الخطرة التي يقوم بها اللاجئون والمهاجرون على طول مسار وسط البحر المتوسط.

تواطؤ
وفي إطار مواجهة إجراءات مافيات الهجرة واتهامات بتواطؤ المنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال منع خفر السواحل الليبي الأحد، 6 مايو سفينة مساعدات إنسانية من الاقتراب من مركب ينقل مهاجرين غير شرعيين، كان عدد منهم في يعوم في الماء، ما أدى إلى توتر قبالة السواحل الليبية.
وأفادت مصادر كانت على متن السفينة “إكواريوس” التي تستأجرها منظمتا “أس أو أس المتوسط” و”أطباء بلا حدود”، أن السفينة تلقت بلاغا من خفر السواحل الإيطالي بوجود زورق مكتظ قبالة سواحل طرابلس.

إلا أن روما أبلغت أيضا خفر السواحل الليبي الذين تولوا تنسيق العملية ومنع السفينة الإنسانية من الاقتراب حتى أنهم أمروها بالابتعاد عندما قفز مهاجرون إلى الماء لتفادي إعادتهم إلى ليبيا.

انخفاض الواصلين إيطاليا
هذه الإجراءات من قبل حرس السواحل الليبي ونظيره الإيطالي كانت وراء انخفاض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الإيطالية ، حيث أفادت وزارة الداخلية الإيطالية، بوجود بيانات تُظهر انخفاضًا في أعداد تدفقات المهاجرين من الدولة الليبية إلى السواحل الإيطالية، وذلك بنسبة تُقارب الـ 82%.
وأكدت البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية، انخفاض تدفقات المهاجرين على النحو العام للشهر العاشر على التوالي، حيث سجل شهر أبريل الماضي وصول حوالي 3100 مهاجر، وذلك إذا تم مقارنته بنفس هذا الشهر من العام الماضي، الذي شهد ما يُقارب الـ 12 ألف مهاجر.

قفل مراكز إيواء
هذه الإجراءات من قبل ليبيا، قللت من فرص المهاجرين في تجاوز ليبيا إلى السواحل الإيطالية، وهذا زاد من تكدس المهاجرين في مراكز الإيواء
خاصة بعد تقليص عددها ليصبح 12 مركزا بعد أن كانت 34 على مستوى ليبيا، كما قال المستشار الإعلامي لـجهاز الهجرة غير الشرعية، ميلاد الساعدي.
وأضاف الساعدي في تصريح لوكالة آكي الإيطالية أن مركز إيواء زوارة جرى تقليص عدد المهاجرين فيه، حيث أصبح يأوي أقل من 500 مهاجر من أصل 800

مهاجر
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أصدرت بيانا في الرابع من الشهر الجاري ذكرت فيه أن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء مصير 800 مهاجر في مركز إيواء زوارة.

وأفادت المنظمة بأن المهاجرين يعيشون في مراكز الإيواء ظروفا إنسانية صعبة.
وقالت المنظمة في وقت متأخر الخميس 3 مايو في بيان لها، إن الكثير من المهاجرين محتجزون منذ أكثر من 5 شهور في مركز زوارة على بعد 100 كيلومتر تقريبا غربي طرابلس، حيث يعاني بعضهم من سوء التغذية بعدما كانوا محتجزين لدى شبكات تهريب البشر.
وأفادت بأنه لا يوجد حل يلوح في الأفق لكثيرين من بين نحو 800 شخص ما زالوا في مركز الاحتجاز في زوارة، مؤكدة في السياق أن أكثر من 500 شخص احتجزوا في المدينة في الخمسة عشر يوما الماضية.

وصرحت كارلين كليغر مديرة برنامج الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود بأن الوضع حرج، وأضافت “نحث جميع الوكالات الدولية الموجودة في ليبيا وممثلي الدول التي جاء منها المهاجرون والسلطات الليبية على بذل ما أمكن لإيجاد حل لهؤلاء الأشخاص في الأيام القليلة المقبلة”.
من جهتها أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى نقل 88 مهاجرا جوا من زوارة إلى مركز احتجاز آخر في طرابلس في الأول من(مايو) لتحديد الحالات التي تستحق الإجلاء أولا.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا