الجيش يتقدم نحو درنة لاقتلاع مشروع الإرهابيين في الشرق الليبي

0

اخبار ليبيا:

بعد أن حرر بنغازي وطارد فلول ما يسمى سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية ، وأقام مرتكزات للجيش في مناطق الوسط والجنوب ، كان لابد من أن يستكمل الجيش مهمته بتحرير درنة من هذ القوى الإرهابية، حتى يتم تنظيف المنطقة الشرقية ( برقة) من كل الإرهابيين، بحيث يٌعاد لدرنة وجهها وألقها الفني والثقافي، الذي سلبته منها القوى الظلامية طوال تلك السنوات.
استعادة درنة لوجهها
وحتى تعود درنة حاضرة للفكر والفن والثقافة والحياة الحرة الكريمة، يواصل الجيش عملياته لتحرير درنة من الإرهاب، ويستمر الحشد العسكري من أجل توفير كل الظروف من أجل هزيمة آخر مرتكزات قوى الإرهاب في المنطقة الشرقية الذي يمثلها مجلس شورى درنه الإرهابي .
وفي سياق هذه العملية العسكرية للجيش الوطني الليبي، وصلت سرايا استطلاع القوات الخاصة، بإمرة اللواء ونيس بوخمادة، يوم الجمعة، إلى مشارف المدينة للمشاركة في معركة تحرير درنة من الإرهاب.

وأعلنت قوات الجيش إحكام الحصار على مسلحي مجلس شورى درنة الإرهابي .
وقال معاون آمر السرية الأولى الابرق مشاة، “صلاح العبيدي”، في تصريح صحفي اليوم السبت أن قوات الجيش قامت بعمل طوق حول كامل مدينة درنة استعدادا لاقتحامها.

وقال العبيدي إن الجيش استهدف مركبات تابعة للجماعات المتطرفة في محور الظهر الحمر بدرنة مشيرا إلى وصول تعزيزات عسكرية للجيش في محاور القتال بالمدينة.

وتستعد قوات الجيش لدخول مدينة درنة بعد أن حشدت تعزيزات عسكرية ضخمة على تخومها وفرضت حصارا على الجماعات المسلحة بدرنة وأعلنت المنطقة الممتدة من بوابة النوار جنوب مدينة القبة إلى بوابة الحيلة جنوب درنة منطقة محظورة يمنع فيها الحركة وتعتبر منطقة عمليات عسكرية.

وكان مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي خليفة العبيدي، قد قال يوم الجمعة 4 ( مايو) 2018، إن قوات الجيش الليبي تتقدم في عدة محاور القتال في مدينة درنة شرق البلاد، مشيراً إلى أن قوات الجيش سيطرت على مواقع جديدة كانت تابعة لجماعات مسلحة تنتمي لمجلس شورى درنة.

كما أفادت صفحة الجيش الوطني الليبي على الفيسبوك في منشور لها اليوم أن قوة الردع بالمنطقة الوسطى سيطرت على معسكر الدرع في مدينة درنه .
وأضافت الصفحة، أنه جرى أسر3 من الجماعات الإرهابية بالمحور الجنوبي لمدينة درنه .

وكانت القوات المسلحة قد أحرزت يوم الخميس، تقدما في محور سيدي عزيز والحيله والظهر الحمر، ويأتي هذا بعد سيطرة مفارز من القوات المسلحة مساء الأربعاء على طريق سيدي عزيز بقيادة العقيد جمعه العبيدي الآمر المكلف بقوة كتيبة عمر المختار طبرق، غير أنه تم الانسحاب تكتيكيآ من طريق سيدي عزيز لدعم مقاتلي محور الحيله.

يشار إلى أن القائد العام للقوات العربية الليبية المسلحة المشير خليفة حفتر، أعطى أوامره إلى آمر مجموعة عمليات عمر المختار لواء سالم الرفادي، باتخاذ كافة التجهيزات والتدابير لمواجهة تجمعات ومواقع الإرهابيين المسيطرين على مدينة درنة.
يذكر أن مدينة درنة هي المدينة الوحيدة في إقليم برقة، التي ما زالت تحت سيطرة ما يسمى مجلس شورى مجاهدي درنة” وهو فصيل مسلح يضم جماعات موالية لتنظيم القاعدة”.

جماعة مرتبط بالقاعدة
وما يسمى مجلس شورى مجاهدي درنة، هو تجمع لعدد من الميليشيات الإرهابية، التي تحمل أيديولوجيا متطرفة، وتنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا وفق مفهوم متطرف بعيدا عن وسطية وسماحة الدين الإسلامي، وهي مرتبطة كذلك بتنظيم القاعدة الإرهابى.

والميليشيات الإرهابية التي تأسس منها مجلس شورى مجاهدي درنة، هي تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا، والمصنف كتنظيم إرهابي من قبل مجلس الأمن، منذ نوفمبر عام 2014، وكذلك جيش الإسلام وكتيبة شهداء أبو سليم .

مؤسس الجماعة هو سالم دربى، الذي انتمى سابقا إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة، والتي تبنت أيدلوجية عنيفة، وقامت بعدد من العمليات الإرهابية في ليبيا، خلال التسعينيات، إذ كان عدد كبير منهم قد شارك في الحرب الأفغانية السوفيتية، وعادوا بعدها إلى ليبيا، وعرفوا باسم، “الأفغان الليبيين”.

فرض مشروعهم الظلامي
وخلال سيطرتها على مدينة درنة الليبية، عرفت المدينة بعاصمة المتطرفين والإرهابيين، وشددت المدينة على الأهالي وفرضت تعاليم صارمة، وبدأت في تنفيذ حدود الجلد على المدخنين، والمتخلفين عن صلاة الجماعة، ومنع خروج النساء من البيوت، قبل أن يحدث انشقاق في داخلها، إذ بايع عدد منهم تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أدى لاندلاع حرب داخلية بين المبايعين لداعش والمبايعين لتنظيم القاعدة، انتهت بمقتل دربي في حزيران(يونيو) 2015.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تصاعدا في العمليات العسكرية لتطهير درنة من الإرهاب، وهذا لا يعني أن عملية التحرير ستكون سهلة، ولكنها عمل عسكري صعب ومعقد، لأن الجماعة الإرهابية وبدعم معنوي من كل قوى الإرهاب الظاهر والمستتر في ليبيا، تعتبر أن تحرير درنة هو نهاية مشروع تلك الجماعات في فرض أيديولوجيتها الظلامية على الشرق الليبي.

ويجب أن يكون معلوما أن تلك القوى الإرهابية ظهرها الآن للحائط وستدافع عما تعتبره حصنها الأخير باستماته، بما يعنيه ذلك من تقبل تقديم التضحيات ليس من أجل حرية درنة، ولكن من أجل حرية كل المدن الليبية التي ترفض هؤلاء التكفيريين وفكرهم ومشروعهم الظلامي.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا