الأيام الليبية العجاف

0

وأنا أتجول في شوارع بعض مدن الليبية ومن أهمها كانت العاصمة طرابلس، لفت انتباهي وعلى غير العادة ،هو التغول والجشع الكبير لدي المواطن في جمع مايمكن جمعه من احتياجاته اليومية رغم ارتفاع أسعارها، زِد علي ذلك تلك المواد الغذائية المدعومة من الدولة بالعملة الصعبة، إذ أن الهدف من استيرادها تخفيف المعاناة على المواطن من ارتفاع الأسعار ،إلا إن الامر ليس كما كان مخططا له فقد سُرّبت وهُرّبت تلك المواد المدعومة إلى تجار الأزمات، فيما صارت تباع بسعر السوق السوداء.
أمر مخيف ومستهجم على ذلك المجتمع المتدين، الذي طالما عشنا ونحن نفتخر به ، إلا أن الامر يبدو غير ذلك بكثير فالأزمات المتتالية علي الليبيين، قد أزالت ذلك القناع الذي كُنا نحسبه، ففي صورة أخرى ليست ببعيدة عن السابق، ألا وهي تشريع كل المحظورات في زمن الأزمات قتل، تهجير، نصب، خطف، أكل السُحت، خطف ….ألخ.
وفي تلك اللحظات من التأمل والبحث عن طريق قد يسير بي إلى ما يمكن إخراجي من هذه الصورة التي باتت نمطية في الحقيقة لم أجدها رغم المحاولات اليائسة، فكانت الذاكرة تعج بتلك الشعارات التي طالما سمعتها عبر منابر الإعلام أو في صفحات التواصل الاجتماعي التي تدعو للحمة والحب والوطن ووووو ألخ.
فلم أجدها على أرض الواقع ولم أجد سوى حياة بائسة الملامح مكسورة الخواطر في عيون كل من قابلت، فمع هبوب تلك الرياح العاتية التي قشعتعنا ملامح الحب والود بل والكرم الذي هو إيضاً بسبب لقمة العيش، وقلة أبسط متطلبات الحياة اليومية التي باتت من ذكريات الماضي.
فهل تعود تلك المخيلة لنا ذات يوم ونصحو على واقع يمكن أن يزيح عن هذا الشعب المكلوم غمامةً كلما مرت الأيام زادت رقعتها وسوداويتها، فيما السؤال الحقيقي: متى تشرق شمس الحق؟.

 

لقراءة المقال كاملا ارجوا مطالعة المصدر 

اترك تعليقا