رؤية الحاجة (عصرانة) .. !!

0

فور استيقاظها من النوم باكراً تزامنا مع لحظة صياح (ديكها) الرافض للامبريالية والوطني بامتياز حيث لم يتنازل عن هويته البيولوجية المحلية والتفاعل التقليدي مع الانواع (المهجنة) من جنسيات اجنبية وافدة محافظا علي جنسيته الليبية القحة ومتمسكا بادبيات الوفاء للوطن !!

كان ذلك وقت خروج محطة كهرباء القرية بسبب جهد احمال مكيفات ومدافئ السادة (النواب) المحترمون وفق التصنيف العالمي لممثلي شعوبهم !!

الحاجة عصرانة .. ريدكالية الي ابعد حدود .. وليست علمانية بما فيه الكفاية .. تتأتي قناعاتها الموضوعية وليست لدرجة الالحاد ” أعوذ بالله ” فهي لديها معتقدات روحية مفرطة دعاها بتعليق احجبة وتعاويذ علي صدرها رفقة عقد (الحوافر) البلاتيني القديم الذي جاء من ضمن (حلوان) زفافها البعيد !!

علي ضوء مستجدات رؤيتها العابرة دعت بعجل بقية العجائز بالشعبية العتيقة والمهترئة بفعل التقادم ومظاهر المعارك المجنونة اقصد التحول التنموي لثورة 17 فبراير !!

وذلك لعقد جلسة استثنائية طارئة للتداول والتباحث حول مشاهد منامها ليلة البارحة والتعرف علي وجهات نظر (الجارات) ومعرفة قارائتهن الواقعية والموضوعية لنتاج العبث مشددة علي اهمية الجميع لتحقيق (النصاب) القانوني بغض النظر عن غياب (المقاطعات) لرؤية الحاجة والمتغيبات بفعل تأثير الدولار $ او مهام مستعجلة لصالح الوطن بشرم الشيخ !!

في جلسة مغلقة وسرية خوفا من تسريبات بعض (النشالات) بالشعبية لدوافع الاجتماع وتحريف الاخبار الاعلامية وتوظيف الحدث علي قناتي التناصح والنبا بمهنية وحرفية (اخوانية) بحته .. لصالح اجنداتهما بتقاطعات مغرضة تصب في صالح توجهات وتخرصات (المفتي) !!

استعرضت عصرانة وقائع حلمها المفصلي علي تصاعد بخار براد الشاي الصيني بفعل وهج كانون الفحم النباتي افتتحت الجلسة دون مظاهر بروتوكلات التعصب لطرف دون غيره مثل جدل النشيد .. و العلم مثار امتعاض بعض العجائز وذلك بقصد تحييدهن في المشاركة بتفسير (الحلم ) اهم بنود الاجتماع , ليست للحاجة خلفيات مسبقة حول الاحلام والرؤي ولا معرفة بحلم ابراهيم الخليل المورع ولا رؤية يوسف الصديق لمشاهد الكواكب والقمر والشمس رمزاً للتعريف الالهي بأسرته العبرانية ولا السبع عجاف رؤية عزيز مصر المرعبة التي لازلنا نعيش نحن محنتها !!

الحاجة عصرانة .. قالت : بعد الخير والصلاة عالنبي ” رأيت قبل الفجر الساعة الثالثة بتوقيت (غرينتش) في منامي .. (عرب تجارا .. وصبايا يجارن .. وعواويل يصارخو .. وكلاويب يتعاون .. ونيران شايطة .. وسيول نفط أتكب في البحر .. وبوم ينعق علي مصرف ليبيا المركزي .. وجثث في الكنايس .. وكسارات الحيط .. رأيت أشخاص بطونهم كبيرة وأشخاص بطونهم ضامرة .. ورؤس مقطوعة يركلها يمنيون وتوانسة وافغان .. والوطن كله دخان .. الابل ترغي .. واسعية تصايح وسط زواعب رياح شديدة مثيرة للتربة والفتنة وانفجارات فالسماء .. والوطي تهتز .. والكل يضحك بأعلي صوته !!

قاطعتها العجوز (مرادة) قائلة لها : الضحك مش كويس في المنام يا حاجة عصرانة نسمعوا ونسلموا من فال منامك الشين !!

مشاهد اولية وصور مرعبة استحضرتها ذاكرة الحاجة المبرمجة من عقلها بواسطة (flashback) !!
الاجتماع السري لازال منعقدا تحت حراسة مشددة من قبل احفاد الحاجة المشاغبون الذين يعبثون باحذية العجائز دون هوادة ثم اردفت قائلة في ظل هذه الاهوال المخيفة جاء رجل من بعيد طويل القامة (لابس .. مرايات علي عيونه .. يتؤكأ علي عصا طبية بيضاء .. مشيرة الي الجميع قائلا :
(لا تخافوش .. لا تخافوش .. شدة وتزول ان شاء الله .. قالت : ونا نقوله : هو من انت يا بوي ؟ قالت .. وهو يقول نا بوزيد يا طلباته !! قالت ونا نقول : اي بوزيد .. قالت وهو يقول : مانديلا ليبيا .. انتظروني , توا انجيكم .. قالت ونا نقوله : فيش اتريد اتجي ؟
قالت وهو يقول : قولي للجنة المفوضية العليا للانتخابات كبروا حجم صندوق اقتراعي المرتقب !!
قالت ونا نطير انجي واعية !!

علي صوت مؤذن مسجد الشعبية .. العجوز شرافة تمثل تيار الفيدرالية بدورها اشادت بأسقاطات الرؤيا السياسية بأعتبار بوزيد حل وسطي .. اصوله من الجنوب واقامته في الغرب وكل اصدقائه من الشرق .. متسائلة من جانبها عن غموض حالة استرخاء لجنة الستين بعد تصاعد الرفض الشعبي في برقة و وادي عتبة ويفرن لمسودة مشروع الدستور مثار الجدل !! قائلة بوزيد : مقلش .. شي حاجة علي دستور 51 !!

اما العجوز (امغلية) السلفية طالبت بتوضيح المزيد من مشاهد المنام حول تطبيق الشريعة بالكيفية التي يراها الشيخ (الالباني) في ظل تناقضات وتضارب اجتهادات العلماء بظلمة مأزق النفق الماثل مجددة تمسكها بالحصول علي منابر المساجد والارشاد بهيئة الاوقاف موصية عصرانة بهذه الاستحقاقات اذا رأت بوزيد في منام اخر !!

ثم اردفت (منام خير.. ومرجوعة خير .. بوزيد اسم وفال هو مهندس انهاء قضية لوكربي .. ومايجي منه سوء ) منامك يا عصرانة كويس عالوطن .. وبوزيد شجاع كانت له رؤي في النظام السابق متقاطعة مع خصومه المنافقون في تلك الحقب .. لكنه لم يخن قناعاته !!

اما الليبرالية الحاجة (حليمة) العائدة التو من طابور فرن الشعبية بخيبة استنفاذ ارغفة (المجيدة) !! فقد طالبت بتوضيح اكثر حول الجانب الاقتصادي في توجهات بوزيد وفق الرؤية ..طالبت تحقيق الحلم بدعاء كل الاولياء الصالحين الذين لم (ينشقوا) عن النظام بفبراير بعد !!

رؤية الحاجة عصرانة .. غير قابلة للتقيم او تصنيف اجتهادات المارقون عن الحقيقة بافتراض الرؤية اضغاث احلام والتي حتما سيرفع شعارها (وفاق) معادلة المصلحة والمكاسب الانية بخارطة (سلامة) والمتربصون بالوظائف العليا في ظل تقسيم الوطن الي ثلاثة اجزاء !!

اختتمت العجوز حديثها عن مقاربات طي الازمة بصور ومشاهد الحلم اذا توفرت نوايا تجاوز المحنة بشفافية مؤملة انقشاع ضبابية الكارثة في التوافق والاجماع علي (بوزيد) المتداول طرحه بالشارع الليبي المهموم حيث يملك الرجل مؤهلات الانقاذ .. وعشق الوطن بدون حدود وقدرات المحافظة علي المسافة الواحدة بين كل الاطراف .. التجربة اثبتت شجاعته منقطعة النظير برابعة النهار في مؤتمر الشعب العام وفي ظلمة زنازن جب خلف القضبان !!

قالت عصرانة انا احلم .. ولا افكر بالنيابة عن الليبيون معتذرة لطموحات السويحلي .. وعقيلة .. واقطيط المراهق .. وحملة تفويض المشير !! وقالت : (المنام ماينزادش فيه) !!

سعد العبرة

اترك تعليقا